اذاعة وطني

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

أيّها الحاكمُ متى تستح ؟

http://www.bilahoudoud.net/


أيّها الحاكمُ متى تستح؟
لاعبٌ أنتَ أمْ حكَمْ؟إنسانٌ أنتَ أمْ صنَمْ؟
جُثّةٌ أنتَ أمْ سنَمْ؟ورقةٌ أنتَ أمْ قلَمْ؟
أيّها الحاكمُ متى تستح؟
دماؤنا مُستباحةٌ، وأرضنا مُباحة
شواطئنا تلالٌ ،وصحراؤنا ملاحة
حدودنا مفتوحةٌ ، ومياهنا سباحة
معادننا مصانعٌ ،ومزارعنا فلاحة
أيّها الحاكمُ متى تستح؟
أُمرْتَ لتُطيعَ ،فأمَرتَ لتُطاعْ
الزكاةُ ضريبةٌ ،والحجُّ على من استطاعْ
الهجرة للأدمغة ،والتوظيفُ للرّعاعْ
الكفاءة للجهوية ،والإمتيازاتُ للأتباعْ
أيّها الحاكمُ متى تستح؟
أيّ عدل قضيتَ به؟أيّ قسطاس وزنتَ به؟
أيّ عـلْم تمكّنتَ به؟أيّ قانون حكمتَ به؟
أيّ تاريخ سُمّيتَ به؟ أيّ حاضرشرفتنا به؟
أيّ اختراع تقدّمتَ به؟أيّ إنجاز أُكتشفت به؟
أيّها الحاكمُ متى تستح؟
شبابٌ يتكئ على الجدرانْ
وعانسٌ ويائسٌ وسكرانْ
البطالة حرفةٌ، والمعيشة حنظلُ وقطرانْ
الرشوة مُكافئةٌ، والحشيش، والخمر للعطشانْ
أيّها الحاكمُ متى تستح؟
حاويات في الميناء، وحقائبٌ في المطارْ
الحرمان والفقر، أوالزّورق والانتحارْ
شرطيّ بقبضته ،أودفٌّ ومزمارْ
أيّها الحاكمُ متى تستح؟
في الجدران توضع صورتكْ
، في التلفزة تُقرأ سيرتكْ
فارسٌ ،حتى ولو كنتَ تبلّل ثوبكَ في الفراشْ
عالم ٌ، حتى ولو كنتَ مُرقّعا للقماشْ
داهيةٌ عند العربْ ،خادم عند الغربْ
صندوقكَ زجاجيٌ، و رأسكَ من خشبْ
أيّها الحاكمُ متى تستح؟
صلاتكَ مواسمٌ وأعيادْ وحكمكَ مُورّث للعائلة والأحفادْ
عندما يغضبُ وينتفضُ الشعبْ
تفسيركَ هو الطوارئُ وأعمالُ الشغَبْ
أيّها الحاكمُ متى تستح؟
خريفك وشتاؤكَ ،مكافحة للإرهابْ
وربيعك وصيفكَ، تنظيم للألعابْ
مسيراتك عفوية في وسطها تتجولْ
و إذا مامرّت هبّة ريح ، الرادارات تنذرُوتتحولْ
أيّها الحاكمُ متى تستح؟
ألم تكيفك الدّماءُ التي سالتْ؟
ألم تكفيك النساءُ التي رُمّلتْ؟
ألم تكفيك البطونُ التي بُقرتْ؟
ألم تكفيك الأموالُ التي أتلفتْ؟
أيّها الحاكمُ متى تستح؟
ألم تكفيك الأرواحُ التي أُزْهقتْ؟
ألم تكفيك الأنفسُ التي خُطفتْ؟
ألم تكفيك الأملاكُ التي نُهبتْ؟
ألم تكفيك السجون التي مُلئتْ؟
أيّها الحاكمُ متى تستح؟
أنينُ الغلابىَ
صراخُ الأيامىَ
دموعُ الثكالىَ
دعاءُ اليتامىَ
أيّها الحاكمُ متى تستح؟
أطفالٌ رُضّعْ
شيوخٌ رُكّعْ
بهائمٌ رُتّعْ
بعذابنا قبل أن يحينَ حسابُكَ تمتّعْ.
أيّها الحاكمُ متى تستح؟

منشورة في صحيفة وطن
وفي نادي القلم الليبي

السبت، 20 ديسمبر 2008

صورة جثة الشهيد بإذن الله أحمد خبابه بعد العثور عليها

http://www.bilahoudoud.net/


اهتزت ولاية برج بوعرريج شرق العاصمة الجزائرية مساء البارحة الجمعة بعد الصلاة على خبر جريمة من الجرائم المتنامية التي يندى لها جبين الإنسانية وهي إغتيال أحمد خبابه في الخمسينات من العمر" سائق أجرة تاكسي في المدينة "قتلته مجموعة من المجرمين في ظروف لاتزال غامضة عندما كان متوجها لشغله،وقد وجد في بركة ماء مقيدا بالأسلاك وعليه آثار التعذيب بضواخي الولاية.
أحمد خبابه كان مديرا لمدرسة ابتدائية في دائرة الدويرة القريبة من ولاية البليدة غرب الجزائرالعاصمة ،كان في نهاية مشواره التعليمي يعمل في أكادمية التربية لنفس الدائرة وبعد تهديدات بتصفيته الجسدية ، تلقاها من مجهولين ،غادر أحمد خبابه الدويرة وباع كل مايملك ليعود إلى مسقط رأسه ولاية البرج في بداية التسعينيات أيام اندلاع الحرب الأهلية ، لكن الأقدار ساقت أحمد ليُغتال بهذه الطريقة الشنيعة ، من طرف أناس مصطلح الإجرام لايكفي في حقهم ،وقد ترك من ورائه عائلة تتكون من سبعة أفراد لامعيل لهم إلا الله .
إنا لله وإنا إليه راجعون.
نورالدين خبابه

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2008

عندما يتحول الوسام الذّهَبيُ إلى حذاء








الكاتبُ للنص ليس عراقيا بالضرورة فهو جزائري حتى النخاع ،لكنّه يحمل همّ إخوانه من العراقيين الذين ذاقوا الأمرّين ،وتربطه علاقات حميمية بهؤلاء بحكم الدّين واللغة والوطن . لم يزر العراق يوماً ،ليس تنكرا لفضل العراق ،وإنما لم تسقه الأقدار لذلك، فلربما سيزوره يوماً ومن يدري؟عندما يتحرر العراق وتعود المياه إلى مجاريها ،فيزوربذلك قبرالصحابة ومن حملوا أسمائهم وقُتلوا من بعدهم جيلا بعد جيل ،سواء كانوا قادة أو كانوا مجرد جنود.
وقبل أن يزور مُحدثكم هذا البلد الصّامد صمود الجبال ، بودّه أن يعود إليه أبناؤه المهجّرون قصراً، ولكن لابأس فهانحن نزور العراق كل يوم ، من خلال عمل العراقيين المجاهدين أوالأقحاح عبر الفضائيات أو مواقع الأنترنت .لايحتاج الموضوع إلى مقدّمات فالحلال بين والحرام بين ،وليست هناك متشابهات في الحرب على العراق واحتلال الأمريكيين له ،إلاّ لمن أراد أن يعيش عيشة الخنثى فلاهو ذكر ولا هو أنثى،أو أراد أن يعيش بين الظلام والنور والشمس ساطعة.
لقد لُقّب المُحتلُ بالمُحرّر ولُقّب المجاهدون أصحاب الأرض بالإرهابيين ،هي هكذا الديمقراطية الأمريكية والحضارة الإنسانية في عصر وابوشاه .كانت وقفة الصحفي العراقي منتظر الزيدي مراسل قناة البغدادية في وجه المحتل الغاشم جورج بوش ورجمه له بالحذاء وهو يعقد ندوته الصحفية في بغداد، قبل مغادرته البيت الأبيض بعد أيام ،كتعليق الوسام له،ولأن الوسام عادة يأتي كنتيجة منطقية ومكافئة ينتظرها صاحبها بعد انتهاءه من عمله،فإن ماقام به الصحفي هو النتيجة الحتمية لبوش إن في الدنيا أو الآخرة، وماتلقّاه من هذا الصحفي هو رمز وتعبير سخط في هذه الدنيا حمله كرسالة نيابة عن الملايين من البشر.
ما إعتاد عليه الناس هو أن الوسام يكون وسام الشرف ،خاصة وأن الملوك والرؤساء العرب علّقوا لبوش أحلى الأوسمة والنياشين المنمقة بالذهب ،كان آخرهم خادم البيتين
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
، لكن هذا الصحفي العراقي الشهم أراد أن يُعلق لبوش وسام الذل والإنكسار ، فاختار له حذاء، وأتمنى أن يكون هذا الوسام لقباً يضاف في المحافل الدّولية إلى كلّ الطغاة والبغاة ّ والمستبدين ويُسمَّى حذاء الذّل ،حتى يرتدع هؤلاء الجبابرة من ظلمهم وجبروتهم ويريحون الشعوب من قهرهم.
إن الحذاء رغم أن له فوائد كثيرة ،إلا أنه غير لائق في ضرب الأمثال، ومن أراد أن يحتقر إنسانا ،قال له أنت لاتساوي كعب حذاء ، ويقال كذلك أنت حذاء فلان وأنت حذاء علاّن... فالحذاء تطأه الأقدام في النهاية حتى ولو كان من صنع الذهب ،ويكفي بوش أن رماه الصحفي العراقي بالحذاء فهو إحتقار له، يشبه احتقار الذبابة التي عكّرت صفو المالكي عندما خطب في البيت الأبيض وظلت تطارده تلك الذبابة حتى اظطر المصور تحويل الكاميرا إلى نواب الكونقرس للتصفيق ليرتاح المالكي بنشّها .
إن حرية التعبير التي مافتئ البعض ترديدها خاصة من المطعّمين بفيروس الغرب، تعرّت اليوم بسبب قذف منتظر الزيدي لبوش أكثر،خاصة وأنها تذكرنا بإعدام صدام حسين رحمه الله، الذي أحيى العراقيون والعرب والمسلمون ذكراه يوم نحر العيد، وعلينا أن نطرح السؤال في النهاية للمالكي والطلباني والبرزاني ومن معهم من الحكّام وحواشيهم ، ماذا يساوي قذف صحفي عراقي لرئيس إحتل بلده أمام محاولة إغتيال مجموعة من المتمردين على النظام العراقي والعاملين لحساب دولة أخرى وهم في حالة حرب كانت سببا في إعدام صدام كما روى النظام الجديد في العراق المعين من طرف بوش ، أيها المدافعون عن حرية التعبير؟