اذاعة وطني

السبت، 4 أكتوبر 2008

الإسلام بين قوة المنطق ومنطق القوة


أصبح الإرهاب تهمة يلصقها أعداء الإسلام بالدين الحنيف ،ولاغرابة في ذلك ،مادام الجهلةُ به أو المحسوبون عليه يتشرفون بتهمة الإرهاب ،و يحسبون أنهم بمفازة ،وأنهم يدافعون عن حياضه في غباء معلّب وجهل مركب ،ويواصلون نهجهم ،الذي تأباه الأنفس السليمة بفطرتها ،ويرفضه العقلُ ،والأغرب في ذلك ،أنهم يستندون إلى الآية الكريمة
"ترهبون "به عدوّ الله وعدوكم""حتى باتت هذه الآية أيضا مرجع أعداء الإسلام، في توجيه سهامهم واتهاماتهم المبطنة،مع أنهم لايؤمنون بمراجع الإسلام، لكن، كل شيئ يكون مقبولاوجائزا ومٌسلّما به، إذا كان يخدم إستراتيجياتهم ويحقق أهدافهم.
لقد أصبحت الآية مرجعا للإرهاب ،فأصبح أعداء الإسلام لايجدون صعوبة ليبحثوا عن المرتزقة كما جرت العادة ،ولا بالبحث عن الحجج كما هي التقاليد،بل بسبب هؤلاء الجهلة بدينهم ،الذين يعطونهم إياها ،والذين أصبحوا عبئا على الأمة ، ونحن لانستطيع أن ننكر الآية الكريمة ،لكن هذا الفهم السقيم، جلب لأمتنا المصائب وأصبح هؤلاء الجهلةُ بالشرع الحكيم ينوبون عن أعداء الإسلام، في تخريب البيوت على أصحابها، وتدمير الممتلكات وحرق الأراضي ،حتى وصل الأمر بأحد المتنطعين أن قال لي يوما، بأن قطار الميترو مذكور في القرآن ،فقلت مادليلك؟ فقال، لم يخلق الله شيئا في هذا الكون إلا ذكره في القرآن والآية تقول ... "مافرطنا في الكتاب من شيئ".
لولا أن عرف الناس الإسلام من أصوله ،من خلال النقاء والفطرة السليمة وقراءة أمهات الكتب ،و من خلال معاملة المسلمين الحقيقيين ،التي لها الأثر الكبير في النفوس ،ما آمن الناس ،ولكفر المسلمون أنفسهم بهذا الدين ،الذي يناقض نفسه بنفسه بهذه المفاهيم العرجاء ،وصدق القائل عندما قال ...الحمد لله الذي عرّفني بالإسلام قبل أن أعرف المسلمين.لو فهمنا الإسلام وفسّرنا القرآن كما يفهمه الجهلة ،فكيف نفهم من الآية الكريمة
""إن الله لايستحي..."" من سورة البقرة وآيات أخرى؟.
إن الإسلام لم ينتشر بالسيف أبداً ،ولسنا محتاجين لأن نُقسم بخالقه لمن لايؤمنون به، ولالنحتج بالآيات العظام كذلك ،فيكفينا الأمثلة من أرض الواقع ،التي تدحض الأكاذيب والدعاوى الباطلة ،ولنسأل الذين أسلموا من الأوربيين في البلاد التي لم يشملها الفتح الإسلامي ،ولم يولد أبناء أوربا ،والغرب بصفة عامة ،ولاآسيا في محيط إسلامي.
إلتقيت بمسلم فرنسي أسلم مؤخرا وهو مهندس في الإعلام الآلي ،فأدخلته بيتي ،وقبل افتراقنا أحببت أن أستفيد من دوافع إسلامه، ففاجئني بقوله ،أن أحداث سبتمبر هي سبب إسلامه.تعجبت من أمره وأحببت أن أتطلع بشغف كبير عن هذا السر،فقال لي ،عند رجوعي من العمل ،رأيت الحادث عبر شاشات التلفاز، فقلت في نفسي، من المستحيل أن يقدم شباب بهذه الطريقة جماعيا وينفذون هذه الخطة المحكمة والدقيقة والمعقدة لو لم يكن هناك دافع قوي يتعدى المألوف ،وقد إتُهم المسلمون بالتخلف فكيف توصلوا إلى هذه الإحترافية التي فاجئت العالم وضربت أمريكا في عقر دارها مع تعدي كل الحواجز ؟، وأثناء الخبر،سعمت بأن أحدهم كان يهتف بصيحات الله أكبر،لم أصدق الأمر لهول الفاجعة ولم أكذبه ،لكن ماشدّ إنتباهي هي كلمة الله أكبر، فقلت في نفسي،لابد أن أعرف سر هذه الكلمة التي ترددت على مسامعي أكثر من مرة، خاصة بعد كل تفجير أو عملية يلصقها الأوربيون بالمسلمين ومالهدف من ترديدها؟ ،ألهذا الحد تدفع كلمة الله أكبر صاحبها إلى الإقدام .؟
إشتريت مصحفا وفتحته ،وإذا بي أجد أنه علي أن أتوضأ قبل لمسه فلم أعبأ بالأمر ،وأثناء القراءة تذكرت صلب المسيح عليه السلام وولادته ،فقلت في نفسي ،لابد من قراءة قصته في القرآن لأقارن بما تعلمته ،وبدأت أقرأ تفسير معانيه مع أن النص فرنسيا ،بدأت أنساق إنسياقا تلقائيا مع دقة الكلمات وبلاغتها ،ماأعذبها ،فكان سحر جمالها وتناسقها يدفعاني دفعاً لقراءة المزيد ،وكلما قرأت كلمة أو مررت بآية أخرى حسب مترجم المعاني ،وجدتها أبلغ وأدق من أختها، وكأنها تخاطبني، فقلت ،محال هذا كلام بشر ،وبعد إنتهائي من قراءة قصة عيسى ابن مريم عليه السلام ،إرتجفت وشعرت بشيئ غريب يحدث بداخلي، كأنه زلزال ،أسلمت دون تردد ،وقد وجدت الأجوبة الشافية التي كانت محل ش**** منذ صغري ، وماساعدني في ذلك ،هو أنني كنت مسيحيا مؤمنا بوجود خالق لهذا الكون، إلا أن إيماني كان غير صافي وكان ناقصا ،فمنطق القرآن ومنطق الإسلام هما وراء إسلامي، وتصحيح عقيدتي، وابتعادي كليا عن الإشراك بالله .بحثت عن مكان لأتعرف فيه عن المسلمين قصد التعرف عن الإسلام أكثر من أهله فما وجدت غير المسجد الذي وجدت به إخوة لي، لم تلدهم أمي، لكن هناك مفارقة توصلت إليها بعد مدة قصيرة وهي، أن الإسلام مُتهم بمسلميه.
http://www.bilahoudoud.net/showthread.php?p=7056#post7056

ليست هناك تعليقات: